الأربعاء، 14 مارس 2018

هل نقول وداعا ياشتاء

 
 
 
( هَل نَقولُ وداعاً يا شِتاء ) ؟
قالَت : ألا يَزال ... في المَوقِدِ بَعضُ نار ؟
والشِتاءُ راحِلُُ راحِلُ ...
لا يَدومُ في بِلادِنا الشِتاء
أجَبتها : وافِني لإستراحَتي ... يا غادَتي
ألا يَشوقكِ ما بَينَنا اللٌِقاء ؟
قالَت : إي وَرَبٌِ السَماء ...
والغُيومُ غادِيات ... راحِلات ... يا لَلصَفاء
والنُسَيماتُ لَم تَزَل رَطبَةً ... بِها نَقاء
والقُلوبُ حائِرات حائِرات ... أما لَها من شِفاء
أشعَلتُ في المَوقِدِ ناراً ... لَهيبها عارِمُُ جَبٌَار
عِندَ إشتِعالِها ... وإرتِفاعِ إوارِها
قَدِمَت غادَتي وأزدادَ في المَوقِدِ الإستِعار
لَعَلٌَهُ يَرفَعُ التَحيٌَةَ ... لِلجَمالِ في وَقار
أو من جما لِها لَعَلٌَهُ يَغار
أو رُبٌَما يَرغَبُ الإشتِراكَ بالحِوار
تَبَسٌَمَت ... عِندَ اللٌِقاء ...
وأشرَقَ وَجهُها ... يا لَهُ نَوٌَار ...
فَخَبا التَوَهٌُجُ في المَوقِدُ خَجَلاً من سِحرِها
كَأنٌَما سِحرها في بَأسِهِ إعصار
قالَت : وَكَيفَ عَزمُكَ بِهذا النَهار ؟
فَنَظَرتُ لِلمَوقِدِ لَحظَةً ...
ثُمٌَ أجَبتها ... دونَما تَرَدٌُدٍ ... أو إنبِهار
لَم يَزَل في المَوقِدِ جمرَهُ
من تَحتِهِ الرَمادِ مُثار
ولَم يَزَل فيهِ بَعضُ نار
ضَحِكَت ... من لَحظِها أومَأت
قالَت : يالَهُ تَلميحكَ كَأنٌَهُ قَصائِدُُ ... أشعار
ألا تَزالُ مُحرَجاً ... أم أنٌَكَ لا تَزالُ تَحار ؟
أجَبتها : يا وَيحَهُ التَرَدٌُدُ في الإختِيار
وأبتَدا ما بَينَنا الحِوار
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق